الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى

                                                                                                                                                                                                                                      63 - قالوا إن هذان لساحران يعني: موسى وهارون قرأ أبو عمرو: "إن هذين لساحران" وهو ظاهر ولكنه مخالف للإمام وابن كثير وحفص والخليل - وهو أعرف بالنحو واللغة- ( إن هذان لساحران) بتخفيف "إن" مثل قولك إن زيد لمنطلق واللام هي الفارقة بين إن النافية والمخففة من الثقيلة ، وقيل هي بمعنى ما ، واللام بمعنى إلا ، أي : ما هذان إلا ساحران دليله قراءة أبي " إن ذان إلا ساحران" وغيرهم "إن هذان لساحران" قيل هي لغة بلحارث بن كعب وخثعم ومراد وكنانة فالتثنية في لغتهم بالألف أبدا فلم يقلبوها ياء في الجر والنصب كعصا وسعدى قال


                                                                                                                                                                                                                                      إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها



                                                                                                                                                                                                                                      وقال الزجاج : إن : بمعنى نعم قال الشاعر


                                                                                                                                                                                                                                      ويقلن شيب قد علا     ك وقد كبرت فقلت إنه



                                                                                                                                                                                                                                      أي : نعم ، والهاء للوقف ، وهذان: مبتدأ وساحران: خبر مبتدإ محذوف واللام داخلة على المبتدأ المحذوف تقديره: هذان لهما ساحران ، فيكون دخولها في موضعها الموضوع لها وهو الابتداء أوقد تدخل اللام في الخبر كما تدخل في المبتدأ قال:


                                                                                                                                                                                                                                      خالي لأنت ومن جرير خاله      .......



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 372 ] قال فعرضته على المبرد فرضيه وقد زيفه أبو علي يريدان أن يخرجاكم من أرضكم مصر بسحرهما ويذهبا بطريقتكم بدينكم وشريعتكم المثلى الفضلى ، تأنيث الأمثل وهو الأفضل

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية