الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : قال لهم موسى إلخ . بطريق الاستئناف المبني على السؤال يقضي بأن المترقب من أحواله عليه الصلاة والسلام حينئذ والمحتاج إلى السؤال والبيان ، ليس إلا ما صدر عنه عليه الصلاة والسلام من الكلام ، وأما إتيانه أولا فأمر محقق غني عن التصريح به ، كأنه قيل : فماذا صنع موسى عليه الصلاة والسلام عند إتيان فرعون بما جمعه من السحرة ؟ فقيل : قال لهم بطريق النصيحة : ويلكم لا تفتروا على الله [ ص: 25 ] كذبا بأن تدعوا آياته التي ستظهر على يديه سحرا كما فعل فرعون فيسحتكم أي : يستأصلكم بسببه بعذاب هائل لا يقادر قدره . وقرئ : "يسحتكم" من الثلاثي على لغة أهل الحجاز ، والإسحات لغة بني تميم ونجد .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد خاب من افترى أي : على الله كائنا من كان بأي وجه كان ، فيدخل فيه الافتراء المنهي عنه دخولا أوليا ، أو وقد خاب فرعون المفتري ، فلا تكونوا مثله في الخيبة ، والجملة اعتراض مقرر لمضمون ما قبلها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية