الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا استئناف مبني على سؤال ناشئ من حكاية ما جرى بين السحرة من المقاولة ، كأنه قيل : فماذا فعلوا بعد ما قالوا فيما بينهم ما قالوا ؟ فقيل : قالوا : يا موسى وإنما لم يتعرض لإجماعهم وإتيانهم بطريق الاصطفاف إشعارا بظهور أمرهما وغناهما عن البيان . إما أن تلقي أي : ما نلقيه أولا على أن المفعول محذوف لظهوره ، أو تفعل الإلقاء أولا على أن الفعل منزل منـزلة اللازم . وإما أن نكون أول من ألقى ما يلقيه ، أو أول من يفعل الإلقاء ، خيروه عليه الصلاة والسلام بما ذكر مراعاة للأدب لما رأوا [ ص: 27 ] منه عليه الصلاة والسلام ما رأوا من مخايل الخير ، ورزانة الرأي ، وإظهارا للجلادة ، بإراءة أنه لا يختلف حالهم بالتقديم والتأخير . و"أن" مع ما في حيزها منصوب بفعل مضمر ، أو مرفوع بخبرية مبتدإ محذوف ، أي : اختر إلقاءك أولا ، أو إلقاءنا ، أو الأمر إما إلقاؤك ، أو إلقاؤنا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية