الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ؛ وكل في فلك يسبحون التنوين هنا عوض عن المضاف إليه؛ أي: "كل من الشمس والقمر في فلك "؛ أي: في مدار؛ "يسبحون "؛ وهنا شبه جريانهما بالسبح؛ [فكل منهما كسابح] يسبح في اليم; لأنه يجري في فلكه بقدرة أودعها فيه؛ وبنظام ثابت؛ والضمير عاد ضمير العاقل ترشيحا للاستعارة; لأن السابح عاقل؛ يدخل في العقلاء عادة؛ فلما جاء التعبير بالسبح جاء معه وصف من يكون فيه عادة.

                                                          وكان الضمير ضمير الجمع؛ للإشارة إلى طلوع الشمس والقمر المتكرر الذي جعلهما جمعا؛ ولأن الطوالع تختلف معها الشمس؛ فتكون الشمس قريبة من الأرض في أحد مطالعها؛ وتكون بعيدة عنها في مطلع آخر؛ والقمر يبدو في النظر هلالا؛ ثم يكبر حتى يصير بدرا; ولذلك كانت الشمس والقمر بمطالعهما متعددين؛ فصح أن يعود إليهما الضمير ضمير جمع.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية