الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين .

الضير : مرادف الضر ، يقال : ضاره بتخفيف الراء يضيره ، ومعنى ( لا ضير ) لا يضرنا وعيدك . ومعنى نفي ضره هنا : أنه ضر لحظة يحصل عقبه النعيم الدائم فهو بالنسبة لما تعقبه بمنزلة العدم . وهذه طريقة في النفي إذا قامت عليها قرينة . ومنه قولهم : هذا ليس بشيء ، أي ليس بموجود وإنما المقصود أن وجوده كالعدم .

وجملة ( إنا إلى ربنا منقلبون ) تعليل لنفي الضير ، وهي القرينة على المراد من النفي .

والانقلاب : الرجوع ، وتقدم في سورة الأعراف .

وجملة ( إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا ) بيان للمقصود من جملة ( إنا إلى ربنا منقلبون ) . والطمع : يطلق على الظن الضعيف ، وعرف بطلب ما فيه [ ص: 129 ] عسر . ويطلق ويراد به الظن كما في قول إبراهيم : ( والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) ، فهذا الإطلاق تأدب مع الله ؛ لأنه يفعل ما يريد . وعللوا ذلك الطمع بأنهم كانوا أول المؤمنين بالله بتصديق موسى - عليه السلام ، وفي هذا دلالة على رسوخ إيمانهم بالله ووعده .

التالي السابق


الخدمات العلمية