الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2993 ) فصل : فإن اشترى مصراة من غير بهيمة الأنعام ، كالأمة والأتان والفرس ، ففيه وجهان ، أحدهما ، يثبت له الخيار ، اختاره ابن عقيل ، وهو ظاهر مذهب الشافعي ; لعموم قوله { : من اشترى مصراة و من اشترى محفلة } . ولأنه تصرية بما يختلف الثمن به ، فأثبت الخيار ، كتصرية بهيمة الأنعام ، وذلك أن لبن الآدمية يراد للرضاع ، ويرغب فيها ظئرا ويحسن ثديها ، ولذلك لو اشترط كثرة لبنها ، فبان بخلافه ، ملك الفسخ ، ولو لم يكن مقصودا لما ثبت باشتراطه ، ولا ملك الفسخ بعدمه . ولأن الأتان والفرس يرادان لولدهما .

                                                                                                                                            والثاني : لا يثبت به الخيار ; لأن لبنها لا يعتاض عنه في العادة ، ولا يقصد قصد لبن بهيمة الأنعام ، والخبر ورد في بهيمة الأنعام ، ولا يصح القياس عليه ; لأن قصد لبن بهيمة الأنعام أكثر ، واللفظ العام أريد به الخاص ; بدليل أنه أمر في ردها بصاع من تمر ، ولا يجب في لبن غيرها ، ولأنه ورد عاما وخاصا في قضية واحدة ، فيحمل العام على الخاص ، ويكون المراد بالعام في أحد الحديثين الخاص في الحديث الآخر . وعلى الوجه الأول ، إذا ردها لم يلزم بدل لبنها ، ولا يرد معها شيئا ; لأن هذا اللبن لا يباع عادة ، ولا يعاوض عنه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية