الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قصة إبراهيم

                                                          اختص هذا الجزء من قصة إبراهيم - عليه السلام - بمجابهته لقومه؛ وحطمه أوثانهم؛ ويظهر أنه كان في شبابه الباكر؛ أو في أول بعثته؛ ولا ندري على وجه التحديد كم كانت سنه. [ ص: 4881 ] قال (تعالى): ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين أكد - سبحانه وتعالى - ما آتاه لإبراهيم؛ باللام؛ و "قد "؛ و "الرشد "؛ هو العلم والإدراك والنفاذ إلى الحقائق؛ كما رأينا تعرفه لله (تعالى) في وسط الجهالة التي كانت غمامة على العقول؛ منعتها من الإدراك السليم؛ وكيف تعرف في نجم؛ فرآه قد أفل؛ ثم في القمر؛ فرآه أيضا أفل؛ ثم رأى الشمس بازغة؛ فقال: هذا حتى انتهى إلى الوحدانية.

                                                          هذا كله رشد؛ وإدراك سليم؛ انتهى إلى الإدراك الكامل لمعنى الألوهية المنزهة عن المشابهة للحوادث في أفولها وظهورها؛ وفي فنائها وبقائها.

                                                          وقوله: "من قبل "؛ أي: من قبل موسى - عليه السلام -؛ وهو أسبق منه؛ وكان تقديمه لما ذكرنا من أنه جاء بشريعة مفصلة؛ وإن نسخ بعضها وبقي الآخر؛ وقوله (تعالى): وكنا به عالمين أي: عالمين كيف ربيناه؛ وكيف صنع على أعيننا؛ وربينا فيه روح الحق وتتبعه؛ والوصول إليه.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية