الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وما كان لأبي الأنبياء أن يتركهم من غير أن يصف عبادتهم بالضلال؛ فقال: قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين "الضلال ": السير في طريق لا يعرف نهايته؛ وليس موصلا لغايته؛ وأطلق على السير في الباطل والوصول إلى مداه؛ فإنه تكون في مسارات مختلفة من مسارات الشيطان؛ و "مبين "؛ معناه: واضح؛ وكان واضحا لأنه لا يستند إلى دليل علمي؛ [ ص: 4883 ] ويناقض بدائه العقول; لأن المعبود يجب أن يكون أعلى وأقوى من عابده؛ فهل في تمثال قوة وعلو على الإنسان؟ فأي ضلال أبين من هذا وأضل عقلا وفكرا؟!

                                                          وأكد - سبحانه - على لسان إبراهيم ضلالهم باللام؛ و "قد "؛ و "كان "؛ الدالة على الدوام والاستمرار؛ وبضمير الفصل المؤكد؛ وإن إبراهيم جمع بين ضلالهم وضلال آبائهم؛ فكان جامعا بين ضلال المقلد والمقلد.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية