الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام [27]

                                                                                                                                                                                                                                        "أن" في موضع رفع، والتقدير ولو وقع هذا و"أقلام" خبر أن والبحر يمده مرفوع من جهتين: إحداهما العطف على الموضع، والأخرى أن يكون [ ص: 288 ] في موضع الحال. وقرأ أبو عمرو وابن أبي إسحاق (والبحر يمده) بالنصب على اللفظ. وحكى يونس عن ابن أبي عمرو بن العلاء قال: ما أعرف للرفع وجها إلا أن يجعل البحر أقلاما وأبو عبيدة يختار الرفع لكثرة من قرأ به إلا أنه قال: يلزم من قرأ بالرفع أن يقرأ وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين قال أبو جعفر : هذا مخالف لذاك عند سيبويه . قال سيبويه : أي والبحر هذا أمره يجعل الواو تؤدي عن الحال، وليس هذا في "والعين بالعين" يمده، وحكي "يمده" على أنهما لغتان بمعنى واحد، وحكي التفريق بين اللغتين وأنه يقال فيما كان يزيد في الشيء مده يمده كما تقول: مد النيل الخليج، أي زاد فيه، وأمد الله جل وعز الخليج بالنيل. وهذا أحسن القولين وهو مذهب الفراء ، ويجوز تمده من بعده سبعة أبحر على تأنيث السبعة ما نفدت كلمات الله قال قتادة : قالوا: إن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم سينفد فأنزل الله جل وعز يعني هذا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية