الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 191 ] 243 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : { البذاذة من الإيمان } .

1531 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا عبد الله بن حمران ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن عبد الله بن ثعلبة ، أنه أتى عبد الرحمن بن كعب ، فقال له عبد الرحمن : سمعت أباك يحدث أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : { البذاذة من الإيمان } . يعني : التقشف .

[ ص: 192 ] قال أبو جعفر : وعبد الله بن ثعلبة هذا هو ابن أبي أمامة الأنصاري من بني حارثة الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم : { من اقتطع بيمينه مال [ ص: 193 ] مسلم حرم الله عليه الجنة ، وأوجب له النار } .

قال أبو جعفر ، فكان معنى قوله صلى الله عليه وسلم : { البذاذة من الإيمان } أي أنها من سيما أهل الإيمان ، إذ معهم الزهد والتواضع وترك التكبر ، كما كان الأنبياء صلوات الله عليهم قبلهم في مثل ذلك .

1532 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا يعقوب الحضرمي ، قال : حدثنا يزيد بن عطاء ، قال : حدثنا أبو إسحاق الهمداني ، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود ، عن أبيه قال : كانت الأنبياء صلوات الله عليهم يلبسون الصوف ، ويركبون الحمر ، ويحلبون الشاء ، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمار يقال له : عفير فكان معنى قوله صلى الله عليه وسلم : { البذاذة من الإيمان } أنها من أخلاق أهل الإيمان ، فجعلها بذلك من الإيمان ، والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية