الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما تبين بذلك أنهم يطعنون بما لا شبهة لهم فيه أصلا، أتبعه ما كان لهم فيه نوع شبهة لو وقع، فقال عاطفا [على -] ولولا كلمة ولو أنا أهلكناهم معاملة لهم في عصيانهم بما يقتضيه مقام العظمة بعذاب من قبله أي من قبل هذا القرآن المذكور في الآية الماضية [ ص: 376 ] وما قاربها، وفي قوله ولا تعجل بالقرآن صريحا، وكذا في مبنى السورة ما أنـزلنا عليك القرآن لتشقى لقالوا يوم القيامة: ربنا يا من هو متصف بالإحسان إلينا لولا أي هلا ولم لا أرسلت ودلوا على عظمته وعلو رتبته بحرف الغاية فقالوا: إلينا رسولا أي يأمرنا بطاعتك فنتبع أي فيتسبب عنه أن نتبع آياتك التي يجيئنا بها.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان اتباعهم لا يستغرق زمان القبل قالوا: من قبل أن نذل بالعذاب هذا الذل ونخزى بالمعاصي التي عملناها على جهل هذا الخزي فلأجل ذلك أرسلناك إليهم وأقمنا بك حجة عليهم، ونحن نترفق بهم، ونكشف عن قلوب من شئنا منهم ما عليها من الرين بما ننزل من الذكر ونجدد من الآيات حتى نصدق أمرك ونعلي شأنك [ونكثر أتباعك-] وننصر أشياعك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية