الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله (تعالى): ولسليمان الريح غدوها شهر ؛ النصب في " الريح " ؛ هو الوجه؛ وقراءة أكثر القراء على معنى " وسخرنا لسليمان الريح " ؛ ويجوز الرفع: " ولسليمان الريح غدوها شهر " ؛ والرفع على معنى: " ثبتت له الريح " ؛ وهو يؤول في المعنى إلى معنى: " سخرنا الريح " ؛ كما أنك إذا قلت: " لله الحمد " ؛ فتأويله: " استقر لله الحمد " ؛ وهو يرجع إلى معنى: " أحمد الله الحمد " ؛ وقوله: غدوها شهر ورواحها شهر ؛ أي: غدوها مسيرة شهر؛ وكذلك رواحها؛ وكان سليمان يجلس على سريره هو وأصحابه فتسير بهم الريح بالغداة مسيرة شهر؛ وتسير بالعشي مسيرة شهر؛ وأسلنا له عين القطر ؛ " القطر " : النحاس؛ وهو الصفر؛ فأذيب مذ ذاك؛ وكان قبل سليمان لا يذوب؛ ومن الجن من يعمل بين يديه ؛ موضع " من " ؛ نصب؛ المعنى: " سخرنا له من الجن من يعمل " ؛ ويجوز أن يكون موضع " من " ؛ رفعا؛ ويكون المعنى: " فيما أعطيناه من الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه " ؛ أي: بأمر ربه؛ ومن يزغ منهم عن أمرنا ؛ [ ص: 246 ] أي: " من يعدل " ؛

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية