الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله (تعالى): ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته ؛ " المنسأة " : العصا؛ وإنما سميت " منسأة " ؛ لأنها ينسأ بها؛ ومعنى " ينسأ بها " : يطرد بها؛ ويؤخر بها؛ فلما توفي سليمان توفي وهو متكئ عليها - على عصاه - فلم يعلم الجن بموته حتى أكلت الأرضة العصا؛ حتى خر؛ فلما خر تبينت الجن ؛ موته؛ أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ؛ المعنى: " لأنهم لو كانوا يعلمون ما غاب عنهم؛ ما عملوا مسخرين " ؛ إنما عملوا وهم يظنون أنه حي يقف على عملهم؛ وقال بعضهم: تبينت الإنس الجن؛ أن لو كانوا يعلمون الغيب؛ ويجوز أن يكون " تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب " ؛ والجن تتبين أنها لا تعلم الغيب؛ فكانت توهم أنها تعلم الغيب؛ فتبينت أنه قد بان للناس أنها لا تعلم؛ كما تقول للذي يدعي عندك الباطل إذا تبينت له: " قد بينت أن الذي يقول باطل " ؛ وهو لم يزل يعلم ذلك؛ ولكنك أردت أن توبخه؛ وأن تعلمه أنك قد علمت بطلان قوله.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية