الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فأعرضوا ؛ المعنى: أعرضوا عن أمر الله؛ فأرسلنا عليهم سيل العرم ؛ و " العرم " ؛ فيه أقوال؛ قال أبو عبيدة: " جمع " عرمة " ؛ وهي السكر؛ والمسناة؛ وقيل: " العرم " : اسم الوادي؛ وقيل: " العرم " ؛ ههنا: اسم الجرذ الذي ثقب السكر عليهم؛ وهو الذي يقال له: " الخلد " ؛ وقيل: " العرم " : المطر الشديد؛ وكانوا في نعمة؛ وكانت لهم جنان يمنة ويسرة؛ وكانت المرأة تخرج على رأسها الزبيل؛ فتعمل بيديها؛ وتسير بين ذلك الشجر [ ص: 249 ] فيسقط في زبيلها ما تحتاج إليه من ثمار ذلك الشجر؛ فلم يشكروا؛ فبعث الله عليهم جرذا؛ وكان لهم سكر فيه أبواب؛ يفتحون ما يحتاجون إليه من الماء؛ فثقب ذلك الجرذ حتى نقب عليهم؛ فغرق تينك الجنتين؛ وبدلناهم بجنتيهم ؛ أي: بهاتين الجنتين الموصوفتين؛ جنتين ذواتي أكل خمط ؛ و " أكل خمط " ؛ الضم والإسكان في الكاف جائزان؛ ويقرأ: " ذواتي أكل خمط " ؛ و " ذواتي أكل خمط " ؛ ومعنى " خمط " : يقال لكل نبت قد أخذ طعما من مرارة حتى لا يمكن أكله: " خمط " ؛ وفي كتاب الخليل: " الخمط " : شجر الأراك؛ وقد جاء في التفسير أن " الخمط " : الأراك؛ و " أكله " : ثمره؛ قال الله - عز وجل -: تؤتي أكلها كل حين

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية