الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  بيان علاج حب الجاه :

                                                                  اعلم أن من غلب على قلبه حب الجاه صار مقصور الهم على مراعاة الخلق ، مشغوفا بالتودد إليهم والمراءاة لأجلهم ، ولا يزال في أقواله وأفعاله ملتفتا إلى ما يعظم منزلته عندهم ، وذلك بذر النفاق وأصل الفساد ، ويجر ذلك لا محالة إلى التساهل في العبادات والمراءاة بها ، وإلى اقتحام المحظورات للتوصل إلى اقتناص القلوب .

                                                                  فإذن حب الجاه من المهلكات فيجب علاجه وإزالته عن القلب ، وعلاجه مركب من علم وعمل : أما العلم فهو أن يعلم السبب الذي لأجله أحب الجاه ، وهو كمال القدرة على قلوب الناس إن صفا وسلم فآخره الموت فليس هو من الباقيات الصالحات ، فلا ينبغي أن يترك به الدين الذي هو الحياة الأبدية التي لا انقطاع لها .

                                                                  وأما العمل فبأن يأنس بالخمول ليسقط من نفوسهم ويستعين عليه بالأخبار الواردة في ذم الجاه ومدح الخمول ، وينظر في أحوال السلف وإيثارهم ثواب الآخرة على زخرف الدنيا .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية