الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ تكليف الجن ]

                                                      ولا يشترط في التكليف الإنسية بل الجن مكلفون في الجملة ، وقد وقع [ ص: 108 ] نزاع بين المتأخرين في أن الجن مكلفون بفروع الدين فقال بعض محققيهم : إنهم مكلفون بها في الجملة لكن لا على حد تكليف الإنس بها ، لأنهم يخالفون الإنس بالحد والحقيقة ، فبالضرورة يخالفونهم في بعض التكاليف . مثاله . أن الجن قد أعطي بعضهم قوة الطيران في الهواء فهو مخاطب بقصد البيت الحرام للحج طائرا ، والإنسان لعدم تلك القوة لا يخاطب بذلك .

                                                      هذا في طرف زيادة تكليفهم على تكليف الإنس ، فكل تكليفه يتعلق بخصوص طبيعة الإنس ينتفي في حق الجن ، لعدم تلك الخصوصية فيهم .

                                                      والدليل على تكليف الجن بالفروع الإجماع على أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بالقرآن إلى الإنس والجن ، وجميع أوامره ونواهيه يتوجه إلى الجنسين ، وقد تضمن ذلك أن كفار الإنس مخاطبون بها وكذلك كفار الجن .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية