الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قول الله تعالى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا

                                                                                                                                                                                                        125 حدثنا قيس بن حفص قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا الأعمش سليمان بن مهران عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال بينا أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في خرب المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه فقال بعضهم لنسألنه فقام رجل منهم فقال يا أبا القاسم ما الروح فسكت فقلت إنه يوحى إليه فقمت فلما انجلى عنه قال ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتوا من العلم إلا قليلا قال الأعمش هكذا في قراءتنا [ ص: 270 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 270 ] قوله : ( باب قول الله عز وجل : وما أوتيتم من العلم إلا قليلا . عبد الواحد ) هو ابن زياد البصري ، وإسناد الأعمش إلى منتهاه مما قيل إنه أصح الأسانيد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( خرب ) بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء جمع خربة ، ويقال بالعكس . والخرب ضد العامر . ووقع في موضع آخر بفتح المهملة وإسكان الراء بعدها مثلثة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عسيب ) أي : عصا من جريد النخل .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( بنفر من اليهود ) لم أقف على أسمائهم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لا تسألوه لا يجئ ) في روايتنا بالجزم على جواب النهي ، ويجوز النصب . والمعنى لا تسألوه خشية أن يجيء فيه بشيء ، ويجوز الرفع على الاستئناف .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لنسألنه ) جواب القسم المحذوف .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فقمت ) أي : حتى لا أكون مشوشا عليه ، أو فقمت قائما حائلا بينه وبينهم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فلما انجلى ) أي الكرب الذي كان يغشاه حال الوحي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( الروح ) الأكثر على أنهم سألوه عن حقيقة الروح الذي في الحيوان ، وقيل عن جبريل ، وقيل عن عيسى ، وقيل عن القرآن ، وقيل عن خلق عظيم روحاني ، وقيل غير ذلك . وسيأتي بسط ذلك في كتاب التفسير إن شاء الله تعالى ، ونشير هنا إلى ما قيل في الروح الحيواني وأن الأصح أن حقيقته مما استأثر الله بعلمه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( هي كذا ) وللكشميهني " هكذا في قراءتنا " أي : قراءة الأعمش ، وليست هذه القراءة في السبعة بل ولا في المشهور من غيرها ، وقد أغفلها أبو عبيد في كتاب القراءات له من قراءة الأعمش . والله أعلم .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية