الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: يؤتي الحكمة من يشاء ؛ معنى " يؤتي " : يعطي؛ و " الحكمة " ؛ فيها قولان: قال بعضهم: هي النبوة؛ ويروى عن ابن مسعود أن الحكمة هي؛ القرآن؛ وكفى بالقرآن حكمة؛ لأن الأمة به صارت علماء بعد جهل؛ وهو وصلة إلى كل علم يقرب من الله - عز وجل -؛ وذريعة إلى رحمته; لذلك قال الله (تعالى): ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ؛ [ ص: 352 ] أي: أعطي كل العلم؛ وما يوصل إلى رحمة الله؛ و " يؤت " ؛ جزم ب " من " ؛ والجواب: " فقد أوتي خيرا كثيرا " ؛ ومعنىوما يذكر إلا أولو الألباب أي: ما يفكر فكرا يذكر به ما قص من آيات القرآن؛ إلا أولو الألباب؛ أي: ذوو العقول؛ وواحد " الألباب " : " لب " ؛ يقال: " قد لببت يا رجل " ؛ و " أنت تلب؛ لبابة؛ ولبا " ؛ وقرأت على محمد بن يزيد ؛ عن يونس : " لببت؛ لبابة " ؛ وليس في المضاعف على " فعلت " ؛ غير هذا؛ ولم يروه أحد إلا يونس ؛ وسألت غير البصريين عنه فلم يعرفه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية