الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              548 [ ص: 456 ] (باب إذا دبغ الإهاب فقد طهر)

                                                                                                                              وترجمه النووي ما تقدم في الباب المتقدم.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 53 ج 4 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن يزيد بن أبي حبيب أن أبا الخير حدثه قال: رأيت على ابن وعلة السبئي فروا فمسسته فقال: ما لك تمسه؟ قد سألت عبد الله بن عباس قلت: إنا نكون بالمغرب ومعنا البربر والمجوس نؤتى بالكبش قد ذبحوه ونحن لا نأكل ذبائحهم ويأتونا بالسقاء يجعلون فيه الودك.

                                                                                                                              فقال ابن عباس قد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: دباغه طهوره
                                                                                                                              .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن يزيد بن أبي حبيب: أن أبا الخير) اسمه "مرثد" بن عبد الله اليزني "حدثه: قال: رأيت على ابن وعلة"، بفتح الواو وإسكان العين "السبئي" بفتح السين.

                                                                                                                              "فروا" هو الصحيح المشهور في اللغة. وجمع "الفرو" فراء، ككعب وكعاب.

                                                                                                                              [ ص: 457 ] "وفيه" لغة قليلة أنه يقال: "فروه" بالهاء كما تقولها العامة. حكاها ابن فارس في "المجمل" والزبيدي.

                                                                                                                              "فمسسته"، بكسر السين الأولى على اللغة المشهورة. وفي لغة قليلة "بفتحها": فعلى الأول المضارع "يمسه"، بفتح الميم وعلى الثاني (بضمها).

                                                                                                                              "فقال: ما لك تمسه؟ قد سألت عبد الله بن عباس، قلت: إنا نكون بالمغرب، ومعنا البربر، والمجوس، نؤتى بالكبش قد ذبحوه، ونحن لا نأكل ذبائحهم. ويأتونا بالسقاء: يجعلون فيه الودك".

                                                                                                                              وفي رواية "يجملون" ومعناه: "يذيبون" بفتح الياء وضمها "لغتان" يقال: جملت "الشحم" وأجمله: أذبته.

                                                                                                                              "فقال ابن عباس: قد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: دباغه طهوره.

                                                                                                                              "وفي هذا الحديث" دلالة لمذهب الأكثرين، أنه يطهر ظاهره وباطنه، فيجوز استعماله في المائعات، فإن جلود ما ذكاه المجوس نجسة.

                                                                                                                              وقد نص على طهارتها بالدباغ واستعمالها في الماء، والودك. والله أعلم.

                                                                                                                              وفي حديثه عند مسلم أيضا، قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا دبغ الإهاب فقد طهر.

                                                                                                                              والحاصل: أن "الإهاب" إذا طهر بالدباغ، جاز الانتفاع به. بلا خلاف.

                                                                                                                              وجاز بيعه، وجاز أكله، أي: أكل "جلد" مأكول اللحم. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية