الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 55 ) )

قال أبو جعفر : يقول جل ذكره : ألا إن كل ما في السماوات وكل ما في الأرض من شيء ، لله ملكه ، لا شيء فيه لأحد سواه . يقول : فليس لهذا الكافر [ ص: 104 ] بالله يومئذ شيء يملكه فيفتدي به من عذاب ربه ، وإنما الأشياء كلها للذي إليه عقابه . ولو كانت له الأشياء التي هي في الأرض ثم افتدى بها ، لم يقبل منه بدلا من عذابه ، فيصرف بها عنه العذاب ، فكيف وهو لا شيء له يفتدى به منه ، وقد حق عليه عذاب الله ؟ يقول الله جل ثناؤه : ( ألا إن وعد الله حق ) يعني أن عذابه الذي أوعد هؤلاء المشركين على كفرهم حق ، فلا عليهم أن لا يستعجلوا به ، فإنه بهم واقع لا شك ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) يقول : ولكن أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون حقيقة وقوع ذلك بهم ، فهم من أجل جهلهم به مكذبون .

التالي السابق


الخدمات العلمية