الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      بل وإشعارا لهذا المعنى بالقذف والدمغ تصويرا للحق بجعل الحق كأنه جرم صلب كالصخرة قذف بها على جرم رخو [ ص: 400 ] أجوف فقال: نقذف أي إنما شأننا أن نرمي رميا شديدا بالحق الذي هو هذا الذكر الحكيم الذي أنزلناه جدا كله وثباتا جميعه لا لهو فيه ولا باطل، ولا هو مقارب لشيء منهما، ولا تقدرون أن تتخذوا شيئا منه لهوا اتخاذا يطابقكم عليه منصف، فنحن نقذف به على الباطل الذي أحدثتموه من غير أنفسكم فيدمغه أي فيمحقه محق المكسور الدماغ فإذا هو في الحال زاهق أي ذاهب الروح أي هالك; ثم عطف على ما أفادته "إذا" قوله: ولكم أي وإذا لكم أيها المبطلون الويل مما تصفون أي من وصفكم لكل شيء بما تهوى أنفسكم من غير إذن منا [لكم-] ، لأنكم لا تقفون على حقائق الأمور، فإن وصفتم القرآن بشيء مما تقدم ثم قذفنا عليه بما يبين بطلانه، بان لكل عاقل أنه يجب عليكم أن تنادموا الويل بميلكم كل الميل، وإن وصفتم الله أو الدنيا أو غيرهما فكذلك إنما أنتم متعلقون بقشور وظواهر لا يرضاها إلا بعيد عن العقل محجوب عن الإدراك;

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية