الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم عطف أيضا على ما لزم من ذلك القذف قوله: وله من في السماوات أي الأجرام العالية وهي ما تحت العرش، وجمع السماء هنا لاقتضاء تعميم الملك ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كانت عقولهم لا تدرك تعدد الأراضي، وحد فقال: [ ص: 401 ] والأرض [أي ومن فيها -]، وذلك شامل - على أن التعبير [بمن -] لتغليب العقلاء - للسماوات والأرض، لأن الأرض في السماوات، وكل سماء في التي فوقها، والعليا في العرش وهو سبحانه ذو العرش العظيم - كما سيأتي قريبا، فدل ذلك دلالة عقلية على أنه مالك الكل وملكه.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كانوا يصفون الملائكة بما لهم الويل من وصفه، خصهم بالذكر معبرا عن خصوصيتهم وقربهم بالعندية تمثيلا بما نعرف من أصفياء الملوك عند التعبير بعند من مجرد القرب في المكانة لا في المكان فقال: ومن عنده أي [هم له -] حال كونهم لا يستكبرون عن عبادته بنوع كبر طلبا ولا إيجادا ولا يستحسرون أي ولا يطلبون أن ينقطعوا عن ذلك فأنتج ذلك قوله:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية