الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما دل على نفي مطلق الشريك عقلا ونقلا، فانتفى بذلك كل فرد يطلق عليه هذا الاسم، عجب من ادعائهم الشركة المقيدة بالولد، فقال [ ص: 408 ] عاطفا على قوله وأسروا النجوى وقالوا قيل: الضمير لخزاعة حيث قالوا: الملائكة بنات الله، وقيل: لليهود [حيث -] قالوا: إنه سبحانه صاهر الجن فكانت منهم الملائكة: اتخذ أي تكلف كما يتكلف من يكون له ولد الرحمن [أي -] الذي كل موجود من فيض نعمته ولدا

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان ذلك أعظم الذنب، نزه نفسه سبحانه عنه بمجمع التنزيه فقال: سبحانه أي تنزه [عن -] أن يكون له ولد، فإن ذلك يقتضي المجانسة بينه وبين الولد، ولا يصح مجانسة النعمة للمنعم الحقيقي بل الذي جعلوهم له ولدا وهم الملائكة عباد من عباده، أنعم الله عليهم بالإيجاد كما أنعم على غيرهم لا أولاد، فإن العبودية تنافي الولدية مكرمون بالعصمة من الزلل، ولذلك فسر الإكرام بقوله:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية