الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين

                                                                                                                                                                                                من فرعون بدل من العذاب المهين، كأنه في نفسه كان عذابا مهينا; لإفراطه في تعذيبهم وإهانتهم. ويجوز أن يكون المعنى: من العذاب المهين واقعا من جهة فرعون. وقرئ: (من عذاب المهين) ووجهه أن يكون تقدير قوله: من فرعون : من عذاب فرعون، حتى يكون المهين هو فرعون. وفى قراءة ابن عباس : من فرعون، لما وصف عذاب فرعون بالشدة والفظاعة قال: من فرعون، على معنى: هل تعرفونه من هو في عتوه [ ص: 473 ] وشيطنته، ثم عرف حاله في ذلك بقوله: إنه كان عاليا من المسرفين أي كبيرا رفيع الطبقة، ومن بينهم فائقا لهم، بليغا في إسرافه، أو عاليا متكبرا، كقوله تعالى: إن فرعون علا في الأرض [القصص: 4]. و من المسرفين خبر ثان، كأنه قيل: إنه كان متكبرا مسرفا.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية