الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم . الآيات

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، عن قتادة : ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم قال : إي والله بجنوده الكثيرة كل خلقه له جند فلو سلط أضعف خلقه لكان له جندا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم [ ص: 359 ] قال : لأرسل عليهم ملكا فدمر عليهم . وفي قوله : والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم قال : نزلت في من قتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ : (والذين قاتلوا) بالألف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم الآية . قال : ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في يوم أحد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب، وقد فشت فيهم الجراحات والقتل وقد نادى المشركون يومئذ : اعل هبل : ونادى المسلمون : الله أعلى وأجل . فنادى المشركون يوم بيوم بدر، وإن الحرب سجال لنا عزى ولا عزى لكم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم، إن القتلى مختلفة أما قتلانا فأحياء يرزقون وأما قتلاكم ففي النار يعذبون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد : ويدخلهم الجنة عرفها لهم قال : يهدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم وحيث قسم الله لهم منها لا يخطئون، كأنهم ساكنوها منذ خلقوا لا يستدلون عليها أحدا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 360 ] وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، عن قتادة : عرفها لهم قال : عرفهم منازلهم فيها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله : ويدخلهم الجنة عرفها لهم قال : بلغنا أن الملك الذي كان وكل بحفظ عمله في الدنيا يمشي بين يديه في الجنة ويتبعه ابن آدم حتى يأتي أقصى منزل هو له فيعرفه كل شيء أعطاه الله في الجنة فإذا انتهى إلى أقصى منزله في الجنة دخل إلى منزله وأزواجه وانصرف الملك عنه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية