الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أرشد السياق إلى أن التقدير: أصحيح هذا الذي أشرنا إليه من أنه لا مانع لهم منا، عادله بقوله إنكارا عليهم: أم لهم آلهة موصوفة بأنها تمنعهم نوب الدهر. ولما كانت جميع الرتب [ ص: 425 ] تحت رتبته سبحانه، أثبت حرف الابتداء فقال [محقرا لهم -]: من دوننا أي [من -] مكروه هو تحت إرادتنا ومن جهة غير جهتنا.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان الجواب قطعا: [ليس -] لهم ذلك، وهو بمعنى الاستفهام، استأنف الإخبار بما يؤيد هذا الجواب، ويجوز أن يكون تعليلا، فقال: لا يستطيعون أي الآلهة التي يزعمون أنها تنفعهم، أو هم - لأنهم لا مانع لهم من دوننا - نصر أنفسهم من دون إرادتنا فكيف بغيرهم، أو يكون ذلك صفة الآلهة على طريق التهكم ولا هم أي الكفار أو الآلهة منا أي بما لنا من العظمة يصحبون [بوجه من وجوه الصحبة -] حتى يصير لهم استطاعة بنا، فانسدت عليهم أبواب الاستطاعة أصلا ورأسا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية