الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2287 [ ص: 329 ] باب: السمع والطاعة لمن عمل بكتاب الله عز وجل

                                                                                                                              وهو في النووي في: ( الباب المتقدم) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص226 ج12 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن يحيى بن حصين; عن جدته "أم الحصين"; قال: سمعتها تقول: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع; قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا كثيرا. ثم سمعته يقول: "إن أمر عليكم عبد مجدع، ( حسبتها قالت: أسود) يقودكم بكتاب الله; فاسمعوا له وأطيعوا" ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              ( عن يحيى بن حصين; عن جدته "أم الحصين"; قال: سمعتها تقول: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجة الوداع. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قولا كثيرا. ثم سمعته يقول: إن أمر عليكم عبد مجدع) أي: مقطوع الأطراف. والمراد: أخس العبيد. ( - حسبتها قالت: أسود -) .

                                                                                                                              يعني: اسمع وأطع للأمير، وإن كان دنيء النسب. حتى لو كان عبدا أسود مجدعا. فطاعته واجبة.

                                                                                                                              [ ص: 330 ] قال النووي : وتتصور إمارة العبد; إذا ولاه بعض الأئمة. أو إذا تغلب على البلاد بشوكته وأتباعه. ولا يجوز ابتداء: عقد الولاية له; مع الاختيار. بل شرطها الحرية. انتهى.

                                                                                                                              قلت: وفي حديث " أبي ذر "، عند مسلم : "قال: إن خليلي أوصاني: أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدا مجدع الأطراف"، وفي لفظ: "عبدا حبشيا، مجدع الأطراف". وفي آخر: "عبدا حبشيا مجدعا". ( يقودكم بكتاب الله تعالى، فاسمعوا له وأطيعوا) .

                                                                                                                              وفي رواية عنها، عند مسلم: "يخطب في حجة الوداع، وهو يقول: ولو استعمل عليكم عبد، يقودكم بكتاب الله، فاستمعوا له وأطيعوا".

                                                                                                                              والحديث: دليل على صحة إمارة العبيد. وأخرج البخاري، من حديث أنس: "اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل" يعني: عليكم "عبد حبشي رأسه زبيبة، ما أقام في فيكم كتاب الله".

                                                                                                                              وبالجملة، فمناط السمع والطاعة: إقامة كتاب الله، والقود به: من الأمراء والولاة. فمتى أقاموه ويقودوا به الناس: تجب طاعتهم على الرعية. وإذا فات هذا الشرط: فات المشروط.




                                                                                                                              الخدمات العلمية