الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير الضمير في "عليه "؛ يعود إلى الشخص الذي يجادل بغير علم; لأنه هو المتحدث عنه; ولأن الكتابة التي يقدرها الله (تعالى) تكون على المكلفين؛ فالأنسب عود الضمير إلى المجادل بغير علم؛ ويكون معنى "تولاه "؛ جعل الولاية له على نفسه؛ واتبعه فيما يوسوس به شيطان الإنس؛ من دعوة إلى الباطل والفجور؛ وفيما يوسوس شيطان الجن؛ من إغراء بالشهوات والأمنيات الباطلة؛ أي: فمن يجعله له وليا؛ ويتبعه؛ ويحسبه نصيرا له؛ فأنه يضله أي: يوقعه في الضلالة؛ ويهديه إلى عذاب السعير أي: يسلك معه الطريق إلى عذاب السعير؛ أي: إلى جهنم وبئس المهاد.

                                                          ويجوز أن تجعل الضمير في "عليه "؛ يعود إلى الشيطان المريد؛ وكذلك الضمير في "تولاه "؛ يعود إليه؛ ويكون أن من يتولاه الشيطان ويسيطر عليه ويجعله تابعا له يضله؛ ويوصله إلى عذاب السعير؛ وفي الحالين التعبير بقوله (تعالى): ويهديه إلى عذاب السعير فيه تهكم؛ ومؤداه أن الرسل يهدون إلى الجنة؛ أما الذين يتبعون الشياطين؛ فإن إغراءهم يوصلهم إلى النار؛ وتلك هدايتهم إن صح أن تسمى هداية.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية