الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (13) قوله : ويضيق صدري ولا ينطلق : الجمهور على الرفع. وفيه وجهان، أحدهما: أنه مستأنف، أخبر بذلك. والثاني: أنه معطوف على خبر "إن". وقرأ زيد بن علي وطلحة وعيسى والأعمش بالنصب فيهما. والأعرج بنصب الأول ورفع الثاني: فالنصب عطف على صلة "أن" فتكون الأفعال الثلاثة: يكذبون، ويضيق، [ ص: 515 ] ولا ينطلق، داخلة في حيز الخوف. قال الزمخشري: "والفرق بينهما - أي الرفع والنصب- أن الرفع فيه يفيد أن فيه ثلاث علل: خوف التكذيب، وضيق الصدر، وامتناع انطلاق اللسان. والنصب: على أن خوفه متعلق بهذه الثلاثة. فإن قلت: في النصب تعليق الخوف بالأمور الثلاثة. وفي جملتها نفي انطلاق اللسان، وحقيقة الخوف إنما هي غم يلحق الإنسان لأمر سيقع، وذلك كان واقعا، فكيف جاز تعليق الخوف به؟ قلت: قد علق الخوف بتكذيبهم، وبما يحصل له [بسببه] من ضيق الصدر، والحبسة في اللسان زائدة على ما كان به. على أن تلك الحبسة التي كانت به زالت بدعوته. وقيل: بقيت منها بقية يسيرة. فإن قلت: اعتذارك هذا يرده الرفع; لأن المعنى: إني خائف ضيق الصدر غير منطلق اللسان. قلت: يجوز أن يكون هذا قبل الدعوة واستجابتها. ويجوز أن يريد القدر اليسير الذي بقي".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "فأرسل" أي: فأرسل جبريل أو الملك، فحذف المفعول به.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية