الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3446 باب: في الإنكار على الأمراء وترك قتالهم ما صلوا

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب وجوب الإنكار على الأمراء، فيما يخالف الشرع. وترك قتالهم ما صلوا، ونحو ذلك) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص243 ج12 المطبعة المصرية[عن أم سلمة ( زوج النبي صلى الله عليه وسلم) ; عن النبي صلى الله عليه وسلم; أنه قال: "إنه يستعمل عليكم أمراء. فتعرفون وتنكرون. فمن كره، فقد برئ ومن [ ص: 338 ] أنكر، فقد سلم، ولكن من رضي وتابع". قالوا: يا رسول الله! ألا نقاتلهم؟ قال: "لا ما صلوا" ( أي من كره بقلبه وأنكر بقلبه) ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              ( عن أم سلمة) رضي الله عنها، ( زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم; عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم; أنه قال: إنه يستعمل عليكم أمراء. فتعرفون وتنكرون. فمن كره) أي: ذلك المنكر; ( فقد برئ) من إثمه وعقوبته. وهذا في حق من لا يستطيع إنكاره بيده، ولا بلسانه. فليكره بقلبه، وليبرأ. ( ومن أنكر; فقد سلم. ولكن من رضي وتابع) . أي: لكن الإثم والعقوبة، على من رضي بمنكره وتابعه عليه.

                                                                                                                              وفيه: دليل على أن من عجز عن إزالة المنكر، لا يأثم بمجرد السكوت. بل إنما يأثم بالرضى ، أو بأن لا يكرهه بقلبه، أو بالمتابعة عليه.

                                                                                                                              ( قالوا: يا رسول الله! أفلا نقاتلهم؟ قال: لا. ما صلوا) .

                                                                                                                              فيه: معنى ما سبق: أنه لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم أو الفسق، ما لم يغيروا شيئا من قواعد الإسلام.

                                                                                                                              [ ص: 339 ] ( أي: من كره بقلبه. وأي: من أنكر بقلبه) . عند عدم القدرة على إزالته.

                                                                                                                              وفي رواية أخرى عنها: "فمن عرف برئ". ومعناه: من عرف المنكر ولم يشتبه عليه: فقد صارت له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته، بأن يغيره بيديه أو بلسانه. فإن عجز، فليكرهه بقلبه، ولينكره بفؤاده.




                                                                                                                              الخدمات العلمية