الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      هذا باب من المجاز

                                                                                                                                                                                                                      28- أما قوله: (ثم استوى إلى السماء فسواهن) وهو إنما ذكر سماء واحدة، فهذا لأن ذكر "السماء" قد دل عليهن كلهن. وقد زعم بعض المفسرين أن "السماء" جميع مثل "اللبن". فما

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 62 ] كان لفظه لفظ الواحد ومعناه معنى الجماعة جاز أن يجمع فقال: (سواهن) فزعم بعضهم أن قوله: (السماء منفطر به) جمع مذكر كـ "اللبن". ولم نسمع هذا من العرب والتفسير الأول جيد. وقال يونس : (السماء منفطر به) ذكر كما يذكر بعض المؤنث؛ كما قال الشاعر: [ عامر بن جوين الطائي ] :


                                                                                                                                                                                                                      (31) فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل إبقالها

                                                                                                                                                                                                                      وقوله: [ الأعشى ] :


                                                                                                                                                                                                                      (32) فإما تري لمتي بدلت     فإن الحوادث أودى بها

                                                                                                                                                                                                                      وقد تكون "السماء" يريد به الجماعة، كما تقول: "هلك الشاة والبعير" يعني: كل بعير وكل شاة. وكما قال: (خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن) أي: من الأرضين.

                                                                                                                                                                                                                      وأما قوله: (استوى إلى السماء) فإن ذلك لم يكن من الله تبارك وتعالى لتحول، ولكنه يعني فعله كما تقول: "كان الخليفة في أهل العراق يوليهم، ثم تحول إلى أهل الشام " إنما يريد تحول فعله.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية