الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3432 باب: الأمر بالصبر عند الأثرة

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة، واستئثارهم) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص235 ج12 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أسيد بن حضير ; أن رجلا من الأنصار خلا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ فقال: "إنكم ستلقون بعدي أثرة. فاصبروا، حتى تلقوني على الحوض" ] .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              ( عن أسيد بن حضير ) رضي الله عنه: ( أن رجلا من الأنصار خلا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ألا تستعملني كما [ ص: 340 ] استعملت فلانا؟ فقال: إنكم ستلقون بعدي أثرة.) بفتحتين. ( فاصبروا، حتى تلقوني على الحوض) .

                                                                                                                              فيه: الإرشاد إلى الصبر على جور الأئمة، إلى يوم القيامة . وعدم نزع اليد عن طاعتهم.

                                                                                                                              وفي الباب: أحاديث كثيرة طيبة;

                                                                                                                              منها حديث " حذيفة بن اليمان " عند مسلم: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "يكون بعدي: أئمة لا يهتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي. وسيقوم فيهم رجال، قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس". قال: قلت: كيف أصنع، يا رسول الله! إن أدركت ذلك؟ قال: "تسمع وتطيع; وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك. فاسمع وأطع" ) .

                                                                                                                              وفيه: دليل على وجوب طاعة الأمراء، وإن بلغوا في العسف والجور إلى ضرب الرعية، وأخذ أموالهم. فيكون هذا مخصصا لعموم قوله تعالى: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم . وقوله سبحانه: وجزاء سيئة سيئة مثلها .

                                                                                                                              [ ص: 341 ] "وجثمان، بضم الجيم وسكون الثاء. أي: لهم قلوب كقلوب الشياطين. وأجسام كأجسام الإنس.

                                                                                                                              ومنها: حديث أبي ذر رضي الله عنه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "يا أبا ذر! كيف بك عند ولاة، يستأثرون عليك بهذا الفيء؟" قال: والذي بعثك بالحق! أضع سيفي على عاتقي، وأضرب حتى ألحقك. قال: "أولا أدلك على ما هو خير لك من ذلك؟ تصبر حتى تلحقني" ) . رواه أحمد.




                                                                                                                              الخدمات العلمية