الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن أخذ في الصيام ثم مرض قلت : أرأيت إن صام عن ظهاره شهرا ثم مرض ، أيكون له أن يطعم وهو ممن لا يجد رقبة ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا يكون ذلك له لأنه إذا صح صام .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن تمادى به مرضه أربعة أشهر ، أيكون موليا أم لا في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إنما قال مالك في المظاهر : إنه يوقف ويصنع به ما يصنع بالمولي إذا كان مضارا ، فأما إذا لم يكن مضارا فلا يوقف ولا يدخل عليه شيء من ذلك ، فهذا إذا تمادى به المرض فليس بمضار .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إذا تمادى به المرض فطال مرضه فاحتاج إلى أهله كيف يصنع ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إذا تمادى به المرض انتظر حتى إذا صح صام إلا أن يصيبه مرض يعلم أن مثل ذلك المرض لا يقوى صاحبه على الصيام بعد ذلك ، فإن هذا قد خرج من أن يكون من أهل الصيام وصار من أهل الإطعام ، وقال غيره إذا مرض فطال مرضه واحتاج إلى أهله فهو ممن لا يستطيع وعليه الإطعام .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية