الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3442 [ ص: 350 ] باب: فيمن فرق أمر الأمة وهي جميع

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب حكم من فرق أمر المسلمين، وهو مجتمع) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص241 ج12 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن زياد بن علاقة ; قال: سمعت عرفجة ; قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "إنه ستكون هنات وهنات. فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة، وهي جميع: فاضربوه بالسيف، كائنا من كان" ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              ( عن عرفجة ) رضي الله عنه; بفتح العين وسكون الراء، وفتح الفاء بعدها جيم. هو " ابن شريح " بالضم. وقيل: "ابن ضريح". وقيل: "ذريح". وقيل: "صريح" بضم الصاد. وقيل: "شراحيل". وقيل: "سريج". ويقال له: "الأشجعي". ويقال: "الكندي". ويقال: "الأسلمي".

                                                                                                                              ( قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: إنه ستكون هنات وهنات) . جمع: "هنة" وتطلق على كل شيء. والمراد بها هنا: الفتن، والأمور الحادثة. [ ص: 351 ] ( فمن أراد: أن يفرق أمر هذه الأمة، وهي جميع: فاضربوه بالسيف، كائنا من كان) .

                                                                                                                              قال النووي : فيه الأمر بقتال من خرج على الإمام، أو أراد تفريق كلمة المسلمين، ونحو ذلك. وينهى عن ذلك. فإن لم ينته; قوتل. وإن لم يندفع شره إلا بقتله، فقتل: كان دمه هدرا.

                                                                                                                              وفي رواية أخرى عنه، عند مسلم : " من أتاكم، وأمركم جميع، على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم: فاقتلوه ". أي: إذا لم يندفع إلا بذلك.

                                                                                                                              وفيه: دلالة على مقاتلة البغاة، ومفارقي الجماعة.

                                                                                                                              ومعناه: يفرق الجماعة، كما تفرق العصاة المشقوقة. وهو عبارة عن اختلاف الكلمة، وتنافر النفوس.




                                                                                                                              الخدمات العلمية