الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
فصل :

257 - ذكر القفال الشاشي في دلائل النبوة ، أخبرنا أبو عروبة ، ثنا إسحاق بن شاهين ، ثنا خالد هو ابن عبد الله ، عن داود بن أبي هند ، عن عمرو بن سعيد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن رجلا من أزد شنوءة يقال له : ضماد ، وكان باليمن ، وكان يعالج من الرياح ، فقدم مكة ، فسمع أهل مكة يقولون : محمد شاعر ، مجنون ، وكاهن ، وساحر ، فقال : والله لو لقيت هذا الرجل ، فلعل الله أن يشفيه على يدي ، فلقيه ، فقال : يا محمد ، إني أعالج ، وإن الله يشفي على يدي ، وإني أعالج من هذه الرياح ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره من يهده الله ، فلا مضل له ، ومن يضلل ، فلا هادي [ ص: 194 ] له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ، ورسوله ، أما بعد ، فقال : أعدهن علي ، فأعادها عليه ، فقال : لقد سمعت قول الكهنة ، وقول السحرة ، والشعر ، فما سمعت بمثل هذه الكلمات ، ولقد بلغن قاموس البحر ، فمد يدك أبايعك على الإسلام ، فقال : وعلى قومك ، فبايعه على الإسلام ، وعلى قومه .

قال الإمام - رحمه الله - : قاموس البحر : قعر البحر ، وفي رواية : فأسلم ، وكتب له أمانا لقومه ، فمر جيش بمكانه ، فأصابوا منه ، فقال أمير الجيش : من كان أخذ شيئا ، فليرده ، فلم يصيبوا إلا إداوة ، فردوها .

التالي السابق


الخدمات العلمية