الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور ( 9 ) )

قال أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : ولئن أذقنا الإنسان منا رخاء وسعة في الرزق والعيش ، فبسطنا عليه من الدنيا وهي " الرحمة " التي ذكرها - تعالى ذكره - في هذا الموضع ( ثم نزعناها منه ) ، يقول : ثم سلبناه ذلك ، فأصابته مصائب أجاحته فذهبت به ( إنه ليئوس كفور ) ، يقول : يظل قنطا من رحمة الله ، آيسا من الخير .

وقوله : " يئوس " ، " فعول " من قول القائل : " يئس فلان من كذا ، فهو يئوس " ، إذا كان ذلك صفة له . .

وقوله : " كفور " يقول : هو كفور لمن أنعم عليه ، قليل الشكر لربه المتفضل عليه ، بما كان وهب له من نعمته .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 256 ]

ذكر من قال ذلك :

18004 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج : ( ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور ) قال : يا ابن آدم ، إذا كانت بك نعمة من الله من السعة والأمن والعافية ، فكفور لما بك منها ، وإذا نزعت منك نبتغي قدعك وعقلك فيئوس من روح الله ، قنوط من رحمته ، كذلك المرء المنافق والكافر .

التالي السابق


الخدمات العلمية