الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (77) قوله : عدو : اللغة العالية إفراد "عدو" وتذكيره. قال تعالى: "هم العدو". وإنما فعل به ذلك تشبيها بالمصادر نحو: الولوع والقبول. وقد يقال: أعداء وعدوة. وقوله: "عدو لي" على أصله من غير تقدير مضاف ولا قلب. وقيل: الأصنام لا تعادي لأنها جماد، فالتقدير: فإن عبادهم عدو لي. وقيل: بل في الكلام قلب، تقديره: فإني عدو لهم وهذان مرجوحان لاستقامة الكلام بدونهما.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "إلا رب العالمين" فيه وجهان، أحدهما: أنه منقطع أي: لكن رب العالمين ليس بعدو لي. وقال الجرجاني: "فيه تقديم وتأخير أي: أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون، إلا رب العالمين فإنهم عدو لي، و "إلا" بمعنى [682/ب] "دون" و "سوى". والثاني: أنه متصل. وهو قول الزجاج; لأنهم كانوا يعبدون الله تعالى والأصنام.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 531 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية