الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3619 [ ص: 398 ] باب منه

                                                                                                                              وهو في النووي في: ( الباب المتقدم) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص108،109 ج13 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن سعيد بن جبير; قال: مر ابن عمر بفتيان من قريش، قد نصبوا طيرا، وهم يرمونه. وقد جعلوا لصاحب الطير: كل خاطئة من نبلهم. فلما رأوا ابن عمر ; تفرقوا. فقال ابن عمر : من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              ( عن سعيد بن جبير; قال: مر ابن عمر بفتيان من قريش، قد نصبوا طيرا، وهم يرمونه) . هكذا هو في النسخ: "طيرا". والمراد به: واحد. والمشهور في اللغة: أن الواحد يقال له: "طائر". والجمع: "طير". وفي لغة قليلة: إطلاق "الطير" على الواحد. وهذا الحديث جار على تلك اللغة.

                                                                                                                              ( وقد جعلوا لصاحب الطير: كل خاطئة) بهمز. أي: ما لم يصب المرمى. "وخاطئة" لغة. والأفصح: "مخطئة". يقال لمن قصد شيئا فأصاب غيره غلطا: أخطأ. فهو مخطئ. وفي لغة قليلة: خطأ. فهو [ ص: 399 ] خاطئ. وهذا الحديث جاء على اللغة الثانية. حكاها أبو عبيد والجوهري . وغيرهما. والله أعلم.

                                                                                                                              ( من نبلهم. فلما رأوا ابن عمر ; تفرقوا. فقال ابن عمر : من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا! إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم; لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا) . وفي حديث ابن عباس ; عند مسلم يرفعه: "لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا". وفي أخرى: عن ابن عمر ; "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لعن من فعل هذا".

                                                                                                                              ومعناه: لا تتخذوا الحيوان الحي غرضا; ترمون إليه. كالغرض من الجلود وغيرها. وهذا النهي للتحريم. ويدل عليه: لعنة الله على فاعله.




                                                                                                                              الخدمات العلمية