الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا أي : قال بعضهم لبعض لما عجزوا عن المحاجة وضاقت عليه الحيل وعيت بهم العلل وهكذا ديدن المبطل المحجوج إذا قرعت شبهته بالحجة القاطعة وافتضح لا يبقى له مفزع إلا المناصبة .

                                                                                                                                                                                                                                      حرقوه فإنه أشد العقوبات وانصروا آلهتكم الانتقام لها إن كنتم فاعلين أي : للنصر ، أو لشيء يعتد به . قيل : القائل : نمرود بن كنعان بن السنجاريب بن نمرود بن كوس بن حام بن نوح ، وقيل : رجل من أكراد فارس اسمه هيون ، وقيل : هدير خسفت به الأرض . روي أنهم لما أجمعوا على إحراقه عليه السلام بنوا له حظيرة بكوثى قرية من قرى الأنباط ، وذلك قوله تعالى : قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم فجمعوا له صلاب الحطب من أصناف الخشب مدة أربعين يوما فأوقدوا نارا عظيمة لا يكاد يحوم حولها أحد ، حتى إن كانت الطير لتمر بها وهي في أقصى الجو فتحترق من شدة وهجها ، ولم يكد أحد يحوم حولها فلم يعلموا كيف يلقونه عليه السلام فيها ، فأتى إبليس وعلمهم عمل المنجنيق فعملوه ، وقيل : صنعه لهم رجل من الأكراد فخسف الله تعالى به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ، ثم عمدوا إلى إبراهيم عليه السلام فوضعوه فيه مغلولا فرموا به فيها ، فقال له جبريل عليه السلام : هل لك حاجة ؟ قال أما إليك فلا ، قال : فاسأل ربك ، قال : حسبي من سؤالي علمه بحالي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية