الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن صام شهرا قبل رمضان وشهر رمضان قلت لابن القاسم : أرأيت لو أن رجلا كان عليه صيام شهرين من ظهار ، فصام شهرا قبل رمضان ورمضان ينوي بذلك شهري ظهاره جاهلا يظن أن رمضان يجزئه من ظهاره ويريد أن يقضي رمضان في أيام أخر ؟ فقال : لا يجزئه من رمضان ولا من ظهاره شهر رمضان .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وسألت مالكا عن الرجل يكون ، عليه صيام شهرين في تظاهر أو قتل نفس خطأ .

                                                                                                                                                                                      فيصوم ذا القعدة وذا الحجة . فقال لي : لا أرى ذلك يجزئ عنه وليبتدئ الصيام شهرين متتابعين أحب إلي .

                                                                                                                                                                                      قال : فقلت يا أبا عبد الله : إنه دخل فيه بجهالة ورجا أن ذلك يجزئه ؟ فقال : وما حمله على ذلك ؟ فقلت : الجهالة ، وظن أن ذلك يجزئه ، فقال : عسى أن يجزئه وما هو عندي بالبين .

                                                                                                                                                                                      قال : وأحب إلي أن يبتدئ .

                                                                                                                                                                                      قال : فقال له بعض أصحابنا أفرأيت من سافر في شهري صيامه التظاهر فمرض فيهما فأفطر ؟ فقال : إني أخاف أن يكون إنما هيج عليه مرضه السفر من حر أو برد أصابه ولو استيقن [ ص: 331 ] أن ذلك كان من غير حر أو برد أصابه لرأيت أن يبني على صيامه ولكني أخاف .

                                                                                                                                                                                      قال سحنون : وقد روينا غير هذا أنه لا شيء عليه لأنه فعل ما يجوز له وهو لا يمنع من السفر ، فإذا سافر فمرض فلا شيء عليه ويبني .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية