الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          ق و م : ( القوم ) الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه قال زهير :


                                                          وما أدري ولست إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء

                                                          وقال الله تعالى : لا يسخر قوم من قوم ثم قال : ولا نساء من نساء وربما دخل النساء فيه على سبيل التبع لأن قوم كل نبي رجال ونساء . وجمع القوم ( أقوام ) وجمع الجمع ( أقاوم ) و ( أقائم ) . و ( القوم ) يذكر ويؤنث لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كان للآدميين يذكر ويؤنث مثل الرهط والنفر والقوم قال الله تعالى : وكذب به قومك وقال : كذبت قوم نوح . و ( قام ) يقوم ( قياما ) . و ( القومة ) المرة الواحدة ، و ( قام ) بأمر كذا . [ ص: 263 ] وقام الماء جمد . و ( قامت ) الدابة وقفت . وقامت السوق نفقت وباب الكل واحد . و ( قاومه ) في المصارعة وغيرها . و ( تقاوموا ) في الحرب أي قام بعضهم لبعض . و ( أقام ) بالمكان ( إقامة ) . و ( أقامه ) من موضعه . وأقام الشيء أي أدامه . ومنه قوله تعالى : ويقيمون الصلاة . و ( المقاومة ) بالضم الإقامة وبالفتح المجلس والجماعة من الناس . وأما ( المقام ) و ( المقام ) فقد يكون كل واحد منهما بمعنى الإقامة وقد يكون بمعنى موضع القيام ، لأنك إذا جعلته من قام يقوم فمفتوح . وإن جعلته من أقام يقيم فمضموم . وقوله تعالى : " لا مقام لكم " أي لا موضع لكم وقرئ : لا مقام لكم بالضم أي لا إقامة لكم . وقوله تعالى : حسنت مستقرا ومقاما أي موضعا . و ( القيمة ) واحدة ( القيم ) و ( قوم ) السلعة ( تقويما ) وأهل مكة يقولون : ( استقام ) السلعة وهما بمعنى واحد . و ( الاستقامة ) الاعتدال يقال : ( استقام ) له الأمر . وقوله تعالى : فاستقيموا إليه أي في التوجه إليه دون الآلهة . و ( قوم ) الشيء ( تقويما ) فهو ( قويم ) أي مستقيم . وقولهم : ما أقومه شاذ . وقوله تعالى : وذلك دين القيمة إنما أنثه لأنه أراد الملة الحنيفية . و ( القوام ) بالفتح العدل قال الله تعالى : وكان بين ذلك قواما و ( قوام ) الرجل أيضا قامته وحسن طوله . و ( قوام ) الأمر بالكسر نظامه وعماده . يقال : فلان قوام أهل بيته و ( قيام ) أهل بيته وهو الذي يقيم شأنهم . ومنه قوله تعالى : ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما . و ( قوام ) الأمر أيضا ملاكه الذي يقوم به وقد يفتح . و ( قامة ) الإنسان قده وجمعها ( قامات ) و ( قيم ) مثل تارات وتير . و ( قائم ) السيف و ( قائمته ) مقبضه . و ( القائمة ) واحدة ( قوائم ) الدواب . و ( القيوم ) اسم من أسماء الله تعالى . وقرأ عمر رضي الله عنه : " الحي ( القيام ) " ، وهو لغة ، ويوم القيامة معروف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية