الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الثانية قوله تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } : فيها مسألتان :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى أمر الله عباده بعبادته ، وهي أداء الطاعة له بصفة القربة ، وذلك بإخلاص النية بتجريد العمل عن كل شيء إلا لوجهه ، وذلك هو الإخلاص الذي تقدم بيانه .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية إذا ثبت هذا فالنية واجبة في التوحيد ; لأنها عبادة ; فدخلت تحت هذا العموم دخول الصلاة .

                                                                                                                                                                                                              فإن قيل : فلم خرجت عنه طهارة النجاسة ، وذلك يعترض عليكم في الوضوء ؟ قلنا : إزالة النجاسة معقولة المعنى ; لأن الغرض منها إزالة العين ، لكن بمزيل مخصوص ، فقد جمعت عقل المعنى وضربا من التعبد ، كالعدة جمعت بين براءة الرحم والتعبد ، حتى صارت على الصغيرة واليائسة التي تحقق براءة رحمهما قطعا ، لا سيما وما غرض ناجز ; وهو النظافة ; فيستقل به ، وليس في الوضوء [ غرض ناجز ] إلا مجرد التعبد ، بدليل أنه لو أكمل الوضوء وأعضاؤه تجري بالماء وخرج منه ريح بطل وضوءه ، وقد حققنا القول فيها في كتاب تخليص التلخيص .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية