الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم

                                                                                                                                                                                                فلا تهنوا ولا تضعفوا ولا تذلوا للعدو "و" لا ( تدعو إلى السلم ) وقرئ: (السلم) وهم المسالمة وأنتم الأعلون أي: الأغلبون الأقهرون والله معكم أي: ناصركم. وعن قتادة : لا تكونوا أول الطائفتين ضرعت إلى صاحبتها بالموادعة. وقرئ: (لا تدعوا) من ادعى القوم وتداعوا: إذا دعوا. نحو قولك: ارتموا الصيد وتراموه. وتدعوا: مجزوم لدخوله في حكم النهي، أو منصوب لإضمار إن. ونحو قوله تعالى: وأنتم الأعلون : قوله تعالى: إنك أنت الأعلى [طه: 68]. ولن يتركم من وترت الرجل إذا قتلت له قتيلا من ولد أو أخ أو حميم، أو حربته، وحقيقته: أفردته من قريبه أو ماله، من الوتر وهو الفرد; فشبه إضاعة عمل العامل وتعطيل ثوابه بوتر الواتر، وهو من فصيح الكلام. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: "ممن فاتته صلاة العصر، فكأنما وتر أهله وماله" أي أفرد عنهما قتلا ونهبا.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية