الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1459 [ ص: 76 ] 14 - باب: الصلاة بذي الحليفة 1532 - حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أناخ بالبطحاء بذي الحليفة فصلى بها. وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يفعل ذلك. [انظر: 484- مسلم: 1257 - فتح: 3 \ 391]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أناخ بالبطحاء بذي الحليفة فصلى بها.

                                                                                                                                                                                                                              وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يفعله.

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث أخرجه مسلم أيضا ، وهو عند العلماء مستحب مستحسن مرغب فيه، ونقله ابن عبد البر عن مالك وغيره من أهل العلم، قال: وليس بسنة من سنن الحج ولا من المناسك التي تجب على تاركها دم أو فدية ، ولكنه حسن عند جميعهم الإهلال منها لأهل المدينة، إلا ابن عمر فإنه جعله سنة .

                                                                                                                                                                                                                              وهذه البطحاء المذكورة هنا يعرفها أهل المدينة بالمعرس، وأناخ بها - صلى الله عليه وسلم - في رجوعه من مكة إلى المدينة، وبمكة أيضا بطحاء، وكذا بذي قار، وبطحاء أزهر نزل به - عليه السلام - في بعض غزواته، وبه مسجد، فهذه أماكن أربعة .

                                                                                                                                                                                                                              وقد أري - صلى الله عليه وسلم - في النوم وهو معرس في هذه البطحاء أنه قيل له: إنك [ ص: 77 ] ببطحاء مباركة، كما سيأتي قريبا .

                                                                                                                                                                                                                              فلذلك كان - عليه السلام - يصلي فيها تبركا بها ، ويجعلها عند رجوعه من مكة موضع مبيته; ليبكر منها إلى المدينة، ويدخلها في صدر النهار، وتتقدم أخبار القادمين على أهليهم فتتهيأ المرأة ، وهو في معنى كراهية الطروق ليلا من السفر.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية