الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        71 - باب الأفضل في صلاة التطوع

                                                        هل هو طول القيام أو كثرة الركوع والسجود ؟

                                                        2730 - حدثنا فهد ، قال : ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، قال : ثنا أبو الأحوص وحديج ، عن أبي إسحاق ، عن المخارق ، قال : خرجنا حجاجا ، فمررنا بالربذة فوجدنا أبا ذر قائما يصلي ، فرأيته لا يطيل القيام ، ويكثر الركوع والسجود ، فقلت له في ذلك فقال : ما ألوت أن أحسن أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من ركع ركعة ، وسجد سجدة ، رفعه الله بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة .

                                                        قال أبو جعفر : فذهب قوم إلى أن كثرة الركوع والسجود أفضل في صلاة التطوع من طول القيام والقراءة ، واحتجوا في ذلك بهذا الحديث .

                                                        وخالفهم في ذلك آخرون ، فقالوا : طول القيام في ذلك أفضل .

                                                        وكان من الحجة لهم في ذلك ، ما قد رويناه فيما تقدم من كتابنا هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي الصلاة أفضل ؟ قال : طول القنوت وفي بعض ما رويناه في ذلك طول القيام . ففضل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك إطالة القيام على كثرة الركوع والسجود .

                                                        وليس في حديث أبي ذر الذي ذكرنا خلاف لهذا عندنا ؛ لأنه قد يجوز أن يكون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ركع لله ركعة ، وسجد سجدة على ما قد أطيل قبله من القيام .

                                                        [ ص: 477 ] ويجوز أيضا من ركع لله ركعة ، وسجد سجدة ، رفعه الله بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة وإن زاد مع ذلك طول القيام كان أفضل ، وكان ما يعطيه الله على ذلك من الثواب أكثر .

                                                        فهذا أولى ما حمل عليه معنى هذا الحديث ، لئلا يضاد الأحاديث الأخر التي ذكرنا . وممن قال بهذا القول الآخر في إطالة القيام ، وأنه أفضل من كثرة الركوع والسجود ، محمد بن الحسن .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية