الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا

                                                                                                                                                                                                سيقول المخلفون الذين تخلفوا عن الحديبية إذا انطلقتم إلى مغانم إلى غنائم خيبر أن يبدلوا كلام الله وقرئ: (كلم الله) أن يغيروا موعد الله لأهل الحديبية، وذلك أنه وعدهم أن يعوضهم من مغانم مكة مغانم خيبر إذا قفلوا موادعين لا يصيبون منهم [ ص: 541 ] شيئا. وقيل: هو قوله تعالى: لن تخرجوا معي أبدا [التوبة: 83] "تحسدوننا" أن نصيب معكم من الغنائم. قرئ: بضم السين وكسرها "لا يفقهون" لا يفهمون إلا فهما "قليلا" وهو فطنتهم لأمور الدنيا دون أمور الدين، كقوله تعالى: يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا [الروم: 7] فإن قلت: ما الفرق بين حرفى الإضراب؟ قلت: الأول إضراب معناه: رد أن يكون حكم الله أن لا يتبعوهم وإثبات الحسد. والثاني إضراب عن وصفهم بإضافة الحسد إلى المؤمنين إلى وصفهم بما هو أطم منه، وهو الجهل وقلة الفقه.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية