الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دره ]

                                                          دره : دره على القوم : هجم . ابن الأعرابي : دره فلان علينا ودرأ : إذا هجم من حيث لم نحتسبه .

                                                          ودارهات الدهر : هواجمه ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          عزير علي فقده ففقدته فبان وخلى دارهات النوائب

                                                          .

                                                          دارهاتها : هاجماتها .

                                                          ويقال : إنه لذو تدرإ وذو تدره : إذا كان هجاما على أعدائه من حيث لا يحتسبون ; وقول أبي النجم :

                                                          [ ص: 253 ]

                                                          سبي الحماة وادرهي عليها

                                                          .

                                                          إنما معناه : اهجمي عليها وأقدمي .

                                                          ودرهت عن القوم : دفعت عنهم مثل درأت ، وهو مبدل منه نحو هراق الماء وأراقه .

                                                          الأزهري : قال الليث أميت فعله إلا قولهم رجل مدره حرب ، ومدره القوم هو الدافع عنهم .

                                                          ابن سيده : المدره السيد الشريف ، سمي بذلك لأنه يقوى على الأمور ويهجم عليها ، مشتق من ذلك .

                                                          والمدره : المقدم في اللسان واليد عند الخصومة والقتال ، وقيل : هو رأس القوم والدافع عنهم .

                                                          وفي حديث شداد بن أوس : " إذ أقبل شيخ من بني عامر هو مدره قومه " ; المدره : زعيم القوم وخطيبهم والمتكلم عنهم والذي يرجعون إلى رأيه ، والميم زائدة ، والجمع المداره ; ومنه قول الأصبغ :


                                                          يا ابن الجحاجحة المداره     والصابرين على المكاره

                                                          .

                                                          وقال أبو زيد : المدره : لسان القوم والمتكلم عنهم ; وأنشد غيره :


                                                          وأنت في القوم أخو عفة     ومدره القوم غداة الخطاب

                                                          .

                                                          وقال لبيد :


                                                          ومدره الكتيبة الرداح

                                                          .

                                                          ودره لقومه يدره درها : دفع .

                                                          وهو ذو تدرههم أي الدافع عنهم ; قال :


                                                          أعطى ، وأطراف العوالي تنوشه     من القوم ، ما ذو تدره القوم مانعه

                                                          .

                                                          ولا يقال : هو تدرههم حتى يضاف إليه ذو ، وقيل : الهاء في كل ذلك مبدلة من الهمزة لأن الدرء الدفع ، وهذا ليس بقوي بل هما أصلان ; قالوا : درأ ودره ; قال ابن سيده : فلما وجدنا الهاء في كل ذلك مساوية للهمزة علمنا أن إحداهما ليست بدلا من الأخرى ، وأنهما لغتان .

                                                          ودره القوم : جاءهم من غير أن يشعروا به .

                                                          وسكين درهرهة : معوجة الرأس .

                                                          وفي الحديث في المبعث : فأخرج علقة سوداء ثم أدخل فيه الدرهرهة ، وفي طريق : فجاءه الملك بسكين درهرهة ; قال ابن الأعرابي : هي المعوجة الرأس التي تسميها العامة المنجل ، قال : وأصلها من كلام الفرس دره ، فعربتها العرب بالزيادة فيه ; وفي رواية : البرهرهة ، بالباء .

                                                          الأزهري : أبو عمرو : الدرهرهة المرأة القاهرة لبعلها . قال : والسمرمرة الغول ، قال : ويقال للكوكبة الوقادة بنورها تطلع من الأفق دارئة : درهرهة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية