الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 365 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ ( 57 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هود لقومه : ( فإن تولوا ) ، يقول : فإن أدبروا معرضين عما أدعوهم إليه من توحيد الله وترك عبادة الأوثان ( فقد أبلغتكم ) أيها القوم ( ما أرسلت به إليكم ) ، وما على الرسول إلا البلاغ ( ويستخلف ربي قوما غيركم ) ، يهلككم ربي ، ثم يستبدل ربي منكم قوما غيركم ، يوحدونه ويخلصون له العبادة ( ولا تضرونه شيئا ) ، يقول : ولا تقدرون له على ضر إذا أراد إهلاككم أو أهلككم .

وقد قيل : لا يضره هلاككم إذا أهلككم ، لا تنقصونه شيئا ، لأنه سواء عنده كنتم أو لم تكونوا .

( إن ربي على كل شيء حفيظ ) ، يقول : إن ربي على جميع خلقه ذو حفظ وعلم .

يقول : هو الذي يحفظني من أن تنالوني بسوء .

التالي السابق


الخدمات العلمية