الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5546 (باب المتشبهون بالنساء، والمتشبهات بالرجال)

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب في بيان ذم الرجال المتشبهين بالنساء، وبيان ذم النساء المتشبهات بالرجال، ويدل على ذلك ذكر اللعن في حديث الباب. وتشبه الرجال بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء؛ مثل لبس المقانع والقلائد والمخانق والأسورة والخلاخل والقرط، ونحو ذلك مما ليس للرجال لبسه. وتشبه النساء بالرجال؛ مثل لبس النعال الرقاق والمشي بها في محافل الرجال، ولبس الأردية والطيالسة والعمائم، ونحو ذلك مما ليس لهن استعماله. وكذلك لا يحل للرجال التشبه بهن في الأفعال التي هي مخصوصة بهن؛ كالانخناث في الأجسام، والتأنيث في الكلام والمشي. وأما من كان ذلك في أصل خلقته؛ فإنه يؤمر بتكلف تركه، والإدمان على ذلك بالتدريج، فإن لم يفعل وتمادى؛ دخله الذم، ولا سيما إذا بدا منه ما يدل على الرضا. وهيئة اللباس قد تختلف باختلاف عادة كل بلد، فربما قوم لا يفترق زي نسائهم من رجالهم، لكن تمتاز النساء بالاحتجاب والاستتار. وصنفان من الرجال والنساء في هذا الباب يستحقان من الذم والعقوبة أشد مما استحق هؤلاء المذكورون; أما من الرجال فهو الذي يؤتى من دبره، وأما من النساء فهي التي تتعاطى السحق بغيرها من النساء. وقيل: المراد بالتشبه في الزي وبعض الصفات والحركات، لا التشبه في أمور الخير، عرف ذلك بالأدلة الأخرى.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية