الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 71 ] ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين

                                                                                                                                                                                                                                        ذلك إشارة إلى الأسوأ. جزاء أعداء الله خبره. النار عطف بيان لـ جزاء أو خبر محذوف. لهم فيها في النار. دار الخلد فإنها دار إقامتهم، وهو كقولك: في هذه الدار دار سرور، وتعني بالدار عينها على أن المقصود هو الصفة. جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون ينكرون الحق أو يلغون، وذكر الجحود الذي هو سبب اللغو.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس يعني شيطاني النوعين الحاملين على الضلالة والعصيان. وقيل: هما إبليس وقابيل فإنهما سنا الكفر والقتل، وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب وأبو بكر والسوسي أرنا بالتخفيف كفخذ في فخذ، وقرأ الدوري باختلاس كسرة الراء. نجعلهما تحت أقدامنا ندسهما انتقاما منهما، وقيل: نجعلهما في الدرك الأسفل. ليكونا من الأسفلين مكانا أو ذلا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية